سؤال: لقد فوجئت برؤية احد الاعلانات المنشورة في احدى مجلات الطبخ، الذي كان يشجع استعمال زيت النخيل كزيت صحي. لقد كنت اظن انه ضار حقا بالصحة. ما هي قصة هذا الزيت؟
الجواب: زيت النخيل يصنع من ثمرة شجرة زيت النخيل المسماة Elaeis guineensis، وهو واحد من اكثر زيوت الطعام المنتجة على نطاق واسع في العالم.
وتحمل نخلة الزيت نوعين من الزيوت: الاول يستخلص من نسيج الثمرة (وهو زيت النخيل) والآخر من البذرة او النواة (زيت بذرة النخيل).
ويستهلك زيت النخيل في الكثير من البلدان ضمن زيوت الخضروات، وانواع من السمن، وانواع المرغرين (السمن الصناعي النباتي).
وفي الولايات المتحدة فانه لا يشكل سوى نسبة صغيرة جدا من الاستهلاك العام للدهون.
زيت استوائيزيت النخيل، زيت بذور النخيل، وزيت جوز الهند، التي تعرف باسم الزيوت الاستوائية، حصلت على سمعتها السيئة في اميركا قبل بضع سنوات بسبب احتوائها على الدهون المشبعة، التي ارتبطت ولزمن طويل، بأمراض القلب.
والدهون المشبعة تزيد من مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافةLDL السيء، والشحوم الثلاثية triglycerides، وهذان كلاهما عاملا خطر لأمراض القلب.
زيت النخيل المشبع بنسبة 50 في المائة، يتسم بتركيب للاحماض الدهنية افضل مما يقابله في زيت بذور النخيل وزيت جوز الهند اللذين تبلغ نسبة الدهون المشبعة فيهما اكثر من 50 في المائة.
وعلى العموم فكلما ارتفع محتوى الدهون المشبعة كلما كان الدهن اكثر تجمدا في درجة حرارة الغرفة.
وزيت النخيل يكون شبه متجمد في درجة حرارة الغرفة، الا انه يمكن معالجته لتحويله الى زيت سائل للطبخ.
وقد عرفنا الكثير في السنوات الاخيرة حول التأثيرات الصحية لمختلف انواع الدهون. ويعود شرف اكثر الدهون غير الصحية حاليا الى الدهون المتحولة التي لا تزيد من الكوليسترول المنخفض الكثافة والشحوم الثلاثية فحسب، بل وتقلل ايضا من مستويات الكولسترول العالي الكثافي (الحميد) HDL.
وتنتج غالبية الدهون المتحولة اثناء عملية هدرجة الزيوت بطريقة صناعية. ويعتبر الزيت المهدرج جزئيا الذي يستخدم في انتاج مختلف انواع المعجنات والشطائر وفي قلي الاطعمة، هو المصدر الرئيسي للدهون المتحولة.
وفي العام 2006 بدات ادارة الغذاء والدواء FDA بالمطالبة بتسجيل الدهون المتحولة في معلومات التغذية للمنتجات.
ويفضل هذه المتطلبات، وكذلك بفضل الحظر على الدهون المتحولة الذي وضعته مدينة نيويورك وبعض المدن الاخرى، فان الكثير من منتجي الاغذية والمطاعم امتنعوا عن استخدام الدهون المتحولة واخذوا يبحثون عن بدائل لها.
واحد البدائل هي زيت النخيل، فهو اقل تشبعا مقارنة بالزبدة التي لا تحتوي على الدهون المتحولة. الا ان كون هذا الزيت اقل تشبعا لا يعني انه طعام صحي.
ووفقا لخبراء التغذية في هارفارد فان زيت النخيل هو افضل من انواع السمن الحاوية على دهون متحولة عالية التركيز، ولعله ايضا اختيار افضل من الزبدة.
الا ان زيوت الخضروات التي تكون سائلة بطبيعتها في درجة حرارة الغرفة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا ، ينبغي ان تظل خيارك الاول!.